تُعدّ امريكا الجنوبية رابع أكبر قارات العالم حجماً، و خامسهم في الكثافة السكانية. يفوق تاريخ هذه القارة آلاف السنين. تأثرت ثقافة تلك القارة بثقافات عدة دول، حتى كوّنت مزيج بين ثقافات دول مثل اسبانيا و البرتغال، هذا بالإضافة إلى تأثرها أيضاً بالثقافة الآسيوية و الإفريقية.
تم إكتشاف قارة امريكا الجنوبية على يد الأوروبيين في أواخر القرن الخامس عشر، و تمت تسميتها تيمّناً بإسم "امريجو فيسباتشي" ، وهو المستكشف الإيطالي الذي إكتشفها لأول مرة. تقع تلك القارة في نصف الكرة الجنوبي مع تواجد القليل من الدول بها في نصف الكرة الشمالي. تتكون امريكا الجنوبية من 12 دولة مستقلة و ثلاثة مقاطعات.
جغرافيا:
يُحيط البحر الكاريبي امريكا الجنوبية من جهة الشمال، والمحيط الاطلنطي الشمالي من جهة الشرق و الشمال الشرقي. كما يحيط بها من جهة الجنوب الشرقي المحيط الأطلنطي الجنوبي. ويحيط بها المحيط الهادىء الجنوبي من جهة الغرب. يربط مضيق باناما امريكا الجنوبية بأمريكا الشمالية من جهة الشمال الغربي. تحتوي امريكا الجنوبية على العديد من المناظر الطبيعية الخلابة، مثل الصحاري و الغابات المطرية و السهول و التلال أيضاً.
نظرة عامة تاريخية:
يبدأ تاريخ امريكا الجنوبية الطويل منذ هجرة الإنسان عبر جسر برينج البري. حيث سافر صياديون من آسيا إلى ألاسكا عام 1200 (ق.م) مروراً عبر مضيق برينج، ثمّ التوجه جنوباً. كما إنتشر السكان الأصليون لإمبراطورية الانكا داخل قارة امريكا الجنوبية منذ عام 1400 إلى عام 1550، و إستوطنوا المناطق التي تعرف الآن بإسم بولفيا ، وتشيلي، و ايكوادور، و الأرجنتين الشمالية، و بيرو.
إكتشف العالم كريستوفر كولومبس عام 1492 ما يعرف باسم العالم الثالث، وتزايد عدد المستكشفين الأسابنيين بشكل ملحوظ في عام 1496 و عام 1526. إحتل "فرانسيسكو بيزارو"، قائد الجيش الاسباني في ذلك الوقت، غالبية أراضي إمبراطورية الانكا، عام 1533. تم إكتشاف الأرجنتين و بيرو و بوليفيا خلال المدة بين عام 1535 و عام 1537. وبدأت المستعمرات الأسبانية في امريكا الجنوبية في محاولات جدّية لجني الإستقلال مع حلول القرن الثامن عشر. بدأت اسبانيا في فقد السيطرة على مستعمراتها في امريكا الجنوبية أثناء حربها مع فرنسا في اوروبا. وإكتسبت الأرجنتين و فينزويلا إستقلالها من اسبانيا مع نهاية الحرب عام 1814. ثم تابعت العديد من الدول الأخرى في جني إستقلالها بعد ذلك. مع بداية القرن العشرين، إنعقدت الإنتخابات في عدة دول بأمريكا الجنوبية مثل بيرو، و فينزويلا لأول مرة منذ إستقلالها.
تعد الصناعة والزراعة والتجارة هي وسائل الدعم الرئيسية لإقتصاد امريكا الجنوبية. يتم تصدير العديد من المنتجات الزراعية من امريكا الجنوبية، مما يخدم إقتصادها كثيراً. تتقدم البرازيل و الأرجنتين باقي الدول في تصدير البضائع. ومن أكثر البضائع تصديراً هي قصب السكر و الذرة و القمح و فول الصويا و القهوة. كما تساهم الثروة المعدنية أيضاً في دعم إقتصاد القارة بقوة. كما يوجد بأمريكا الجنوبية العديد من الثروات المعدنية مثل النفط و الذهب و الحديد الخام و الفضة والنحاس.
أظهرت دول امريكا الجنوبية تطور إقتصادي لا مثيل له في العقدين الماضيين. تقدمت دول مثل البرازيل و الأرجنتين و كولومبيا و بيرو و تشيلي و يوروغوانيا بشكل هائل، حتى في فترة الانهيار الاقتصادي في عام 2008 و 2009. كما برهنت دول امريكا الجنوبية قدرتها على التكيف و المرونة مقارنة بدول العالم الأخري. ولكن يُعد إتساع الفجوة بين مستوى الفقراء و الأغنياء بالقارة هو التحدي الأكبر الذي يواجهه اقتصاد امريكا الجنوبية، لأنه الأعلى في العالم. ولذلك تسعى العديد من دول امريكا الجنوبية من أجل التحالف لحل هذه المشكلة، بمساعدة من الإتحاد التجاري المعروف بإسم "الميركوسور"، و الذي يضم البرازيل و الأرجنتين و يوروغوانيا و فينزويلا و باراغواي، بالإضافة إلى مجموعة دول "الإنديز" التي تضم إكوادور و بوليفيا و بيرو و كولومبيا و فينزويلا و تشيلي. يساعد التحالف الإقتصادي على تقوية الروابط الإقتصادية بين الدول و تحسين الإقتصاد بشكل عام.
السفر و السياحة:
تعد السياحة مصدر دخل هام أخر في امريكا الجنوبية، لأنه يعزز من الناتج الإجمالي المحلي لكل دولة، كما يضمن فرص عمل أفضل . تجذب المزارات التاريخية و الروائع المعمارية والمناظر الطبيعية بالقارة الملايين كل سنة من جميع انحاء العالم.
امريكا الجنوبية هي أرض التنوع. حيث يتواجد بها العديد من المناظر الطبيعية التي تجذب الزوار، مثل غابات الأمازون المطرية، و نهر الأمازون، و صحراء الأتاكاما، و بحيرة التيتيكاكا، و شلالات انجل بفنزويلا. كما يتنوع المناخ من جاف و قاحل إلى إستوائي بامريكا الجنوبية
