يقع اليمن في الشرق الأوسط، ويحتل المنطقة الجنوبية الغربية والمنطقة الجنوبية من شبه الجزيرة العربية. ويحده المملكة العربية السعودية من الشمال، والبحر الأحمر من الغرب، وسلطنة عمان من الشرق.
إن تاريخ اليمن يعود إلى الحضارات القديمة جداَ، بما في ذلك مملكة "سبأ" أي ما يعود إلى الألف الأول قبل الميلاد، والمفترضة أن تكون الأرض التوراتية لسبأ. وكانت المنطقة مقسمة إلى عدة قبائل مثل "قتبان" و"أوسان" و"معين" و"حضرموت". وقد تمّ توحيد "سابأ" التي كان يحكمها "المكرب"، أو الكاهن الملك، كما تمّ توسيع أراضي المملكة.
وكانت المملكة مقسمة الى مملكتين "حمدان" و"الحمير"، إلا أن الأخيرة وجدت الدعم من مملكة "أكسوم" للوصول الى السلطة، والسيطرة على معظم أنحاء المنطقة حوالي سنة 275 م. وكان العاهل الأخير من الحميرين هو "ذو نواس" وكان يهودياَ، وقاتل مع المسيحيين عبر البحر الأحمر في "أكسوم" سنة 523 م. وفي القرن السادس وصل الإسلام الى اليمن، وسرعان ما تمّ حكمه من قبل سلسلة من الخلفاء المسلمين، وأصبح جزءاً من الإمبراطورية الإسلامية. وبحلول القرن العاشر، كان يحكم اليمن الأئمة الزيديين من السلالة الرسولية، إلا أن محاولات مصر والبرتغال للسيطرة على البلد كانت تشكل تهديداَ لسيادة اليمن.
إحتُلت اليمن سنة 1538 من قبل العثمانيين، الذين أرادوا المنطقة كنقطة استراتيجية على الطريق المؤدية إلى مكة المكرمة لأهميتها الدينية والطريق المؤدية الى الهند لأهميتها التجارية. وفي عام 1832 سيطرت شركة الهند الشرقية وهي بريطانية، على عدن لأسباب مشابهة، وبذلك أنشأت كل من الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية البريطانية مناطقهما، إذ سيطر العثمانيون على شمال اليمن والبريطانيون على جنوبه. وقد حكمت الإمبراطورية العثمانية شمال اليمن وحتى إنهياره عام 1918عندما نالت استقلال شمال اليمن تحت قيادة إمام الزيدية. كما بقي جنوب اليمن محمية بريطانية والتي عرفت باسم محمية الجنوب العربي. وقد بدأ الشعب اليمني في الجنوب التمرد ضد الحكم البريطاني، وبعد إنتفاضات كبرى في عام 1967، هُزم البريطانيون وأصبحت اليمن تُعرف بإسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وبحلول عام 1970 أصبحت الجمهورية الديمقراطية الشعبية، وفي عام 1972 توحد شطري اليمن، على الرغم من أن التوحيد لم يكن سلمياَ تماماَ. فقد نشأت الصراعات عام 1979، ومرة أخرى عام 1986 مع الحرب الأهلية بين القوى المتعارضة. وفي عام 1990 تمّ توحيد اليمن بشكل رسمي وأعلنت الجمهورية اليمنية. وفي عام 1994 اندلعت حرب أهلية أخرى، كما شهد عام 2000 صعود جماعات تنظيم القاعدة في اليمن. واستمرت المشاكل مع الجماعات المتمردة بما في ذلك خلال احتجاجات الربيع العربي عام 2011.
البلدان المجاورة:
يشارك اليمن الحدود مع المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، وعبر البحر الأحمر وخليج عدن مع اريتريا الأفريقية وجيبوتي والصومال.
المدن الكبرى:
- صنعاء (العاصمة)
- عدن
- تعز
- آلحديدة
- المكلا
الجغرافيا:
يقع اليمن على الحافة الجنوبية لشبه الجزيرة العربية وهو موقع حيوي بين آسيا وأفريقيا، وبوابة أوروبا. فمضيق باب المندب يفصل اليمن عن الدول الأفريقية كجيبوتي وإريتريا، وهو ممر بين خليج عدن والبحر الأحمر، وكما يوفر الطريق البحري لعبور السفن إلى أوروبا عبر قناة السويس.
بالإضافة إلى سهول اليمن الساحلية الحارة والجافة على طول البحر الأحمر والمعروفة بـ"التهامة"، فإن تضاريس اليمن تتميز بالصحاري وبجبال "حراز". فإن معظم اليمن يقع على ارتفاع عال، مع أعلى نقطة على قمة جبل النبي "شعيب" بإرتفاع 3666 متر (12028 قدم) فوق مستوى سطح البحر. أمَا في الشمال الشرقي فيوجد الجزء اليمني من الربع الخالي، وهي الصحراء الكبرى التي تغطي جزءاَ كبيراَ من جنوب الجزيرة العربية. والمنطقة بشكل عام جافة جدا، ولكن هناك مناطق خصبة في المرتفعات الغربية يمكن زراعة المحاصيل فيها.
بالرغم من عدم وجود أنهار دائمة في اليمن، إلا أنه عندما تمطر في أودية الأنهار، والمعروفة باسم "الوديان" مثل وادي "حضرموت"، فإن المياه تتدفق نحو البحر.
يتوجه معظم زوار اليمن إلى العاصمة صنعاء، والتي هي موطن البلدة القديمة "بابل اليمن"، وقصر "دارالحجر"، أي منزل الصخور. وصنفت مدينة صنعاء القديمة على موقع التراث العالمي من قبل اليونسكو لقيمتها التاريخية، وهندستها المعمارية الغريبة وكذلك لمواقعها القديمة والبعيدة عن الخيال. وفي خارج المدينة، هناك العديد من المواقع التاريخية، بما في ذلك حصن "كوكبان"، والذي يظهر الهندسة المعمارية من مملكة الحمير. وفي "تعز"، والتي كانت ذات مرة العاصمة اليمنية، سيجد زوار المدينة المتقدمة نسبيا وفي سفوح جبالها فن العمارة للعصور الوسطى. كما كانت مأرب منزل المملكة التوراتية سبأ وموطن ملكة سبأ.
وتشمل عوامل الجذب الطبيعية في اليمن المنطقة المحمية في "بورا"، التي تعد موطناَ للغابات الخضراء والنباتات المستوطنة والحيوانات. والحديقة الوطنية "حوف" تتميز بالغابات الجبلية والمساحات الخضراء على طول الحدود مع سلطنة عمان. امّا مدينة "الخوخة" فهي واحدة من أحر الأماكن في العالم، ولكن لحسن الحظ فإنها تقع على طول الشاطئ ومصطفة بأشجار النخيل الجميلة. كما تقع مدينة المكلا أيضا على طول الشواطئ، وتشمل "بيرعلي" المجاور، وهي واحدة من أفضل المناطق في البلاد.
النقل:
المطار الرئيسي في اليمن هو مطار صنعاء الدولي ويقع في العاصمة. ويقدم المطار خدمات متكررة لدبي والقاهرة ووجهات إقليمية أخرى. يمكن دخول اليمن بالحافلات عن طريق سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، ولكن هذه الأخيرة يمكن أن تشكل تحديات للحصول على تصاريح المركبات والسياح وتحديات التنقل بين شرق وغرب اليمن. العبّارات هي خيار قابل للتطبيق للنقل من جيبوتي، وهي خيارات غير مكلفة إلى حد ما.
مع أن الطرق قد تحسنت في اليمن، إلا أن العديد من المناطق لا تملك شبكة طرق، ويمكن أن يكون من الصعب جداَ التنقل في جميع أنحاء البلاد. ولحسن الحظ، فإن الحافلات وسيارات الأجرة متوفرة حول المدن، مما يمكن التعاقد مع السائقين للسفر بين المدن. ويمكن العثور في كل مدينة على سيارات الأجرة المشتركة، والتي هي أقل راحة، إلا أنها غير مكلفة الى حد بعيد. وعلى السياح طلب تصريح سفر من السلطات داخل اليمن عند الخروج من العاصمة نظراَ لسلامة الركاب ويرجع ذلك لوجود مناطق خطرة.